الأحد، 18 مارس 2007

مغلق لآداء الصلاة


قرأت قبل أيام خبراً عن تصويت مجلس الشورى حول موضوع إقفال المحلات وقت الصلاة

ورغم أن التصويت كان لصالح الإقفال بفارق صوت واحد فقط إلا أنه من الجيد أن يثار هذا الموضوع ويتم النقاش حوله
خاصة أن البعض يضن أنه من شعائر الدين التي لا ينبغي المساس بها

فالمعروف أن الوقت المنهي عن البيع فيه هو وقت صلاة الجمعة فقط كما جاء في الآية الكريمة (يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع) سورة الجمعة - الآية 9, إلا أننا عممنا المنع على جميع أوقات الصلاة المفروضة وهو تعميم خاطئ
فالمعروف أن لصلاة الجمعة ظرف خاص يختلف عن باقي الصلوات
فهي محدودة بوقت خاص ومكان خاص حيث لا يمكن أن نصلي الجمعة خارج وقتها أو نؤخرها عن وقتها وإلا أصبحت ظهراً كما لا يمكن أن تصلى إلا في الجامع أو جماعة كبيرة من المصلين
مما يعني أن البيع والشراء وغيره من الأنشطة في وقت صلاة الجمعة سيلهي المسلمين عن الصلاة
أما الصلوات الخمس المفروضة فهي ممتدة الوقت ويستطيع المسلم أن يصليها في أي مكان كمكان عمله مثلاً
وقد قال رسول الله عليه الصلاة والسلام (جعلت لي الأرض مسجداً وطهورا فحيثما أدركت رجلا من أمتي الصلاة فليصل) أي لا يجب الصلاة في المسجد فالأرض كلها مسجد للمسلمين مادامت الصلاة تؤدى جماعة والجماعة تقوم بشخصين فقط

أقول هذا رداً على من يقول أن عدم إقفال المحلات وقت الصلاة لا يجوز وأنه يشجع الناس على ترك الصلاة
فالذي نلاحظه مثلاً في الدول المجاورة أن المساجد تكون عامرة بالمصلين بينما تعمل الأسواق
فالباعة المسلمين والمشترين أيضاً حريصون على أداء الصلاة وفي الأسواق نرى العاملين يتناوبون على الذهاب للمصلى ليؤدوا الفريضة دون إجبار من أحد
وهناك يجدون دائماً جماعة من المصلين فيصلون معهم والمتسوقين أيضاً

بل أن بعض الباعة قد يغلق محلة إذا ذهب لأداء الصلاة التي لا تستغرق منه سوى دقائق

أما لدينا فالإغلاق للصلاة يتطلب ساعة كاملة
فالمحلات مجبرة على الإقفال قبل الصلاة بعشر دقائق أو ربع ساعة
وهناك حوالي ثلث ساعة بين الصلاة والإقامة وربع ساعة هي وقت الصلاة الفعلي
إضافة إلى عشر دقائق حتى تفتح أبواب المحلات من جديد

والمشكلة أن العاملين الأجانب في كثير من المحلات من غير المسلمين أو أنهم لا يصلون حتى وإن أقفلوا محلاتهم
حتى أن بعض المحلات قد استغلت وقت الصلاة ليكون وقت راحة وغداء للعاملين فيها

ونبقى دائماً بعد الصلاة واقفين على أبواب المحلات نستجدي أن تفتح بينما العمال في الداخل ينعمون بوقت الراحة

ويجد المتسوقون أنفسهم دائماً يسابقون الوقت لشراء مستلزماتهم قبل وقت الإقفال
فيكون من الصعب عليك أن تتسوق من أكثر من مكان دون أن تمر بوقت إقفال المحلات
وهو الذي يستغرق ساعة كاملة منذ الإقفال قبل الأذان وحتى افتتاح المحل بعد الصلاة بوقت
فتضيع منك ساعة كاملة في الانتظار حتى تستطيع مواصلة التسوق أو قضاء لوازمك

دعك طبعاً من ضيق الوقت حين تكون ذاهباً للحلاق مثلاً أو للبنك أو للأكل في مطعم ما أو شرب فنجان من القهوة مع صديق في أحد المقاهي

فستجد دائماً صاحب المحل ينذرك أنه حان وقت الإقفال أو اقترب فيقول لك مثلاً خذ طلبك وتناوله خارج مطعمنا
هذا أن لم يقبل أن يبيعك أصلاً

في أحد المطاعم الكبرى في الرياض وبينما أنا أسرع في إنهاء طعامي للخروج قبل أن يطردني العمال في المطعم حاول أحد الأطفال الدخول للمطعم ليشتري فقال له العامل أنه وقت الصلاة فصاح الطفل في وجهه: أنا جوعان

وقت الصلاة الوحيد الذي يباح للمطاعم البيع فيها هو وقت صلاة المغرب في رمضان

هناك 4 تعليقات:

7usam يقول...

اغلاق المحلات عند كل صلاة متعب للتجار و للزبائن

و خصوصا انو يتم الاغلاق غصبا يعني
اغلب الناس ممكن تنزعج من الاغلاق

عندنا في عمان تغلق المحلات وقت صلاة الجمعة فقط و لكن بشكل اختياري

غير معرف يقول...

اولا اقفال وقت الصلاة امر مختلف عليه عند العلماء الفقه .
ثانيا صلاة الجماعة لا تقوم على شخصان بل على ثلاثه واكثر .
ثالثا وجوب الصلاة في مسجد امر مختلف عليه عند علماء الفقه وكلهم اجمعوا ان الصلاة في مسجد افضل واعلى درجة .
رابعا الاغلاق عند لا يستغرق ساعة :من 30 الي 40 دقيقة بكثير .
خامسا :قولك ان بعض الاجانب لا يصلون اصلا (اضافة الي معلوماتك انهم غير مسلمين كيف ترغب ان يصلون مع المسلمين ؟؟؟)
سادسا: قولك ( فتضيع منك ساعة كاملة في الانتظار حتى تستطيع مواصلة التسوق أو قضاء لوازمك) هل صلاة وذكر الله اصبح مضيعه للوقت ؟؟
سابعا: الطفل الذي قال انه جوعان سوف يتعلم بعدم بيع له احترام وقت الصلاة ويفهم اهميتها .ولكن انت لا تنظر الي صلاة باهمية رغم انه الامر الوحيد الذي تم توجيه الي رسول صلي الله عليه وسلم عن طريق رب العالمين مباشرة من فوق سابع سماء .
اصلح الله حالك وفهمك وهداك الي طريق الفهم الصحيح .

غير معرف يقول...

الاغلاق للصلاة بهذا الشكل التعسفي امر لايطاق.. احياناً تكون في سفر اي انك تجمع وتقصر ايضاً وتجد محطة الوقود مثلاً مغلقة لاداء الصلاة!! وتضطر للتوقف اكثر من نصف ساعه حتى يأتي صاحب المحطة. لو نظرنا هنا ان التشريع الاسلامي احترم الوقت عند المسافر واعطاه فرصة الجمع والقصر وهؤلاء يعطلون المسافرين والمستقرين ايضا.

حسن الحازمي يقول...

اتفق معك على أن اغلاق المحلات وقت الصلاة ليس واجبا شرعا


ولكنه يدخل في إطار المصلحة والعرف المفيد جدا في تشجيع الناس على التوجه للمسجد لأداء الصلاة جماعة


اعتقد ان هذا من الخير الذي تنعم به بلادنا والمحافظة عليه وتشجيعه فيه من الخير اقل من ما فيه من الضرر

دمت في رعاية الله